الإمارات العربية المتحدة،18 أكتوبر 2023: لقد قلبت السنوات القليلة الماضية المفاهيم التقليدية لمكان العمل رأساً على عَقِب. فمع انضمام العمل عن بُعد والعمل المختلط إلى أساليب العمل المعتمدة، بات الموظّفون الآن يتوقّعون المرونة في مواقيت ومكان عملهم. ومع ذلك، فقد كشفت حصيلة العمل عن بُعد لفترات طويلة أيضاً عن قيمة التعاون والتواصل الشخصي التي لا تُضاهى ولا تقدّر بثمن.
والواقع أنهم عندما سُئلوا عن سبب قدومهم إلى المكتب، أشار 74% من الموظّفين الذين شملهم الاستطلاع إلى أن السبب الاول يرتبط بالصداقة الحميمة أو المجتمع أو الرغبة في التواصل مع الآخرين.
ونتيجة لذلك، تواجه المؤسسات اليوم معضلة حول كيفية تلبية متطلّبات الموظفين في ما يتعلّق بالمرونة في موقع العمل مع مراعاة تعزيز العلاقات الشخصية التي تعتبر ضرورية للابتكار والثقافة ونجاح الأعمال في آن. وتكمن الإجابة هنا في إعادة تصوّر ما يمكن أن يقدّمه مكان العمل للموظفّين من خلال التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية:
دعم الرفاه الشامل
لقد سلّطت أحداث السنوات القليلة الماضية الضوء على تدهور صحّة الموظفين النفسيّة، ما دفع أصحاب العمل إلى الاعتراف بدورهم في دعم رفاه فريق العمل. ومع ذلك، فإن الاستراتيجيات الفعّالة تتطلّب إجراءات ملموسة تتجاوز مجرّد تحديدها، ومعالجة الجوانب الجسدية والذهنية والعاطفية للرفاه الشخصي. ويشمل ذلك توفير أثاث مريح، ومجموعة متنوّعة من أماكن العمل، ومساحات مخصصة للاسترخاء وتجديد النشاط. فعندما نعتني بالموظّفين ونرعاهم، يصبحون أكثر تفاعلاً وإنتاجية وولاءً.
تمكين الاتصالات ذات المغزى
وفي حين أن العمل عن بُعد يتيح مزيداً من الإنتاجية، فلا شيء يمكن أن يحلّ محلّ “المحادثات حول آلات القهوة” والتي تستحثّ الإبداع، وتقّوي العلاقات، وتبني الثقافة. وتدرك المؤسسات ذات التفكير التقدّمي الآن أن تسهيل الاتصالات الشخصية والافتراضية هو هدف أساسي في مكان العمل. وفي هذا السياق، يوفّر التصميم المدروس مساحات تساعد على “تعزيز الروابط” ضمن فرق العمل، بالإضافة إلى إضفاء “مزيد من المرونة” عبر المؤسسة من خلال اللقاءات والمحادثات غير المتوقّعة والتي غالباً ما تولّد أفكاراً جديدة.
وهنا، يقول ستايسي ستيورات، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة ميلرنول MillerKnoll: “يجب أن يكون مكان العمل اليوم جاهزاً لاحتضان التواصل الشخصي المثتمر بين الزملاء – سواءٌ أكان وجهاً لوجه، أو عن بعد.”
تمكين القدرة على التكيّف
التغيير قائم على قدم وساق، والمؤسسات التي تتبنّى المرونة تتمتّع بميزة تنافسية. ويمكن لأماكن العمل تمكين الموظفين من التكيّف مع التغيير من خلال منحهم القدرة على التحكّم ببيئة العمل ومحيطها. وتسمح عملية إعادة التشكيل السهلة للمفروشات والمساحات للموظّفين بتعديل محطات عملهم بسرعة مع تغيّر الاحتياجات كلّ فَينة. علماً أنه مكن أن يُعاد التصميم على نطاق واسع بسلاسة بين عشية وضحاها أو خلال عطلات نهاية الأسبوع لتحسين فضاءات العمل.
ويضيف ستيوارت: “لا يمكننا مقاومة التغيير، ولكن يمكنا أن نتعلّم كيفية التعامل معه. بل يمكننا تمكين موظفينا من خلال تقبّل التغيير والتكيّف معه.”
والواقع أن الاضطرابات التي حدثت في السنوات القليلة الماضية جعلت مرونة الموظفين أحد الاعتبارات الرئيسية. لكن أماكن العمل الفعّالة تتجاوز أماكن العمل الأساسية لتدعم بشكل فعّال الرفاه الشخصي والتواصل والتغيير. وعندما تستثمر المؤسسات في هذه المجالات، فإنها تثبت التزامها بمساعدة الموظّفين على الازدهار في عالم العمل الجديد.
لمعرفة المزيد عن نهجنا المؤثّر في التصميم، يُرجى زيارة موقعنا:
https://www.millerknoll.com/design-with-impact
*المصدر: منتدى نبض المستقبل Future Forum Pulse فبراير 2023